الملكة الفتنة والاضطراب، تريسي جاكسون، سفيرة الولايات المتحدة الجديدة في بغداد

المولف: مسعود كيا

المقدمة في 26 يناير 2024، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن نيته ترشيح تريسي جاكسون كسفيرة فوق العادة ومندوبة الولايات المتحدة في العراق بدلاً من إلينا رومانوفسكي. يبدو أن واشنطن تسعى من خلال اختيار سفيرة مثيرة للجدل والاضطراب إلى إعادة إحياء الأزمات لتعزيز مكانتها في المنطقة. ويأتي هذا بشكل خاص بعد 7 أكتوبر والتوترات الأمنية المحيطة بنظام الاحتلال الصهيوني، حيث تلعب المقاومة الإسلامية في العراق دورًا مهمًا في شبكة الأمن المحورية المقاومة ضد طموحات الهيمنة العالمية الشريرة.

الدبلوماسية أم الأمن

يُعرف تريسي جاكسون بأنها خطيبة الينا رومانوفسكي، السفيرة الحالية والمثيرة للجدل للولايات المتحدة في العراق. حصلت على جوائز عديدة من وزارة الخارجية الأمريكية لنجاحاتها في مهامها، بما في ذلك جائزتي الرئاسة ونيشان “إبراهيم روكوفا” للسلام والديمقراطية والإنسانية في كوسوفو. خلال مسيرتها المهنية، عملت كسفيرة للولايات المتحدة في ثلاث مرات في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، وكانت أيضًا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة الولايات المتحدة في ريغا، لاتفيا. بالإضافة إلى الأدوار القيادية في الخارج، عملت جاكسون كنائب أول لوزير الخارجية للشؤون الدولية في مكتب المنظمات الدولية بوزارة الخارجية ورئيس مركز التدريب الخارجي للدراسات المهنية والإقليمية، وكانت لاحقًا نائبة مدير عمليات في مجلس الأمن القومي. اختيار شخص مثلها كسفيرة للولايات المتحدة في العراق، الذي يمتلك علاقات وثيقة مع مؤسسات الأمن والجيش الغربي، لا يمكن أن يكون خارجًا عن إطار فهم التطورات السياسية الحالية في المنطقة، خاصة بعد 7 أكتوبر.

السفير الذي أثار الأزمة

في جلسة استماع مجلس الشيوخ، خرجت تصريحات جاكسون عن النص الدبلوماسي التقليدي للمسؤولين السياسيين العراقيين وتدخلت في الشؤون الداخلية العراقية بطريقة استفزازية. هذه الكلمات أدت إلى توتر في العلاقات بين العراق والولايات المتحدة بحيث أصدرت جماعات المقاومة الإسلامية في العراق بيانًا قاسيًا وطالبت بتسريع عملية انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من العراق. أعلنت جاكسون التزامها بالحد من نفوذ “المجموعات شبه العسكرية” المتحالفة مع إيران التي وصفتها بأنها تهديد خطير لمستقبل العراق، وأشارت بطريقة مسيئة وفجة إلى أن “إيران تلعب دورًا تخريبيًا في العراق وتجعل المنطقة غير مستقرة، وواشنطن على علم بأن التهديد الرئيسي للعراق هو المجموعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران. وأكدت أنها لن تسمح لإيران باستخدام الغاز المستورد لتشغيل محطاتها كأداة ضد العراق”، وأن “المجموعات المدعومة من إيران تعتبر تهديدًا كبيرًا لاستقرار العراق”، وأنها ملتزمة بمواجهة هذا التهديد وتقييد نفوذ إيران بكل الأدوات السياسية المتاحة. تأتي هذه الكلمات في الوقت الذي تدين فيه جمهورية إيران أي سيطرة أجنبية على العراق وكانت دائمًا مساهمًا فاعلاً في محاربة الإرهاب ودعم شعب العراق، ولن تجعل هذه البيانات عمليات الاضطراب والأزمات التي تسبب فيها الولايات المتحدة في العراق ضمن نطاقها.

الردود في العراق

قال رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء، علي الأسدي، في منشور على شبكة “X” إلى السفير الجديد: “يجب أن تعلم أن الأيام بيننا وأن ضرباتنا القادمة ستكون على أنوفكم، وسوف ترى من يأتي بالكلمة الأخيرة”. اتهم السياسيون العراقيون بالتخبط والانصياع لرغبات وتجاوزات الولايات المتحدة، وأضاف أنهم غافلون عن الحفاظ على سيادة واستقلال العراق.

من جهة أخرى، اعتبرت كتلة الصادقون النيابية، التابعة لحركة عصائب أهل الحق، تصريحات مرشح سفارة الولايات المتحدة في بغداد مثيرة للتحريض. وجاء في بيان للكتلة أن “تصريحات السفيرة تشكل انتهاكًا واضحًا لمبادئ العلاقات الدولية، وتشير هذه التصريحات إلى احتقار دور العراق في المنطقة وقدرته على تحديد أولويات سياساته الخارجية”.

كما رفضت الحكومة العراقية تصريحات السفيرة الجديدة للولايات المتحدة واعتبرتها تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية. قال مستشار أمن رئيس الوزراء العراقي، خالد اليعقوبي، في بيان على شبكة “X”: “قمنا بالاستماع إلى جلسة استماع مرشح السفارة الأمريكية في بغداد، وما قيل يظهر عدم فهم واضح للعراق الجديد وصحته، ويهين الشؤون الداخلية والدول المجاورة له”. وأكد أن “المرشح للسفير يجب أن يعلم أن الكثير مما قاله لا يتفق مع مهامه الجديدة ومهمته محددة بوضوح وفقًا لاتفاقيات ومعاهدات دولية”. وأضاف أن “بغداد تتوقع أداءً يعزز العلاقات الطيبة بين البلدين، خاصة مع الانتقال نحو علاقات ثنائية تحافظ على التضحيات التي قدمت للنصر على الإرهاب”.

الاستراتيجيات السياسية والأمنية لجاكسون في العراق

استنادًا إلى وثائق الأمن القومي وجلسة استماع الشيوخ، يبدو أن الاستراتيجيات السياسية والأمنية لجاكسون في العراق تتضمن النقاط التالية:

  • الضغط لنزع سلاح مجموعات المقاومة الإسلامية في العراق.
  • دمج الميليشيات في الآليات الرسمية العسكرية والأمنية.
  • إدارة الإجراءات العدائية والهجمات للميليشيات المسلحة (بشكل رئيسي محور المقاومة العراقي) ضد القوات الأمريكية.
  • تحديد ومعالجة أوضاع العائلات الناجيات من داعش المقيمة في مخيم الهول في سوريا.
  • تشجيع العراق على تعميق العلاقات مع حلفائها الأمريكيين في المنطقة.
  • إنشاء مدارس وجامعات أمريكية في العراق بما يتفق مع الثقافة الأمريكية.
  • تأسيس مراكز لتعليم اللغة الإنجليزية تحت إشراف سفارة الولايات المتحدة.
  • إرسال طلاب عراقيين لدراسات متقدمة في الولايات المتحدة لتأهيلهم لمستقبل العراق.
  • إنشاء مراكز ثقافية وترفيهية لتغيير نمط حياة العراق.
  • دعم حقوق الأقليات الجنسية.

 

اسکن کنید

بدون تعلیق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *